logo
إنما الأقصى عقيدة…
Wednesday 17/05/2023

الحمدلله رب العالمين، والصلاة والسلام على إمام الأنبياء والمرسلين، وقائد الغر المحجلين، سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد..
يقول الله جل وعلا في سورة الإسراء الخالدة (سبحان الذي أسرى بعبده ليلًا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير)، إن المتأمل في هذه الآية العظيمة يرى ويسمع بقلبه قبل عقله الربط الإلهي المحكم، كيف أن الله سبحانه وتعالى ربط بين هذين المسجدين ربطًا عقائديًا دينيًّا لا ينفكّ ولا ينفصل أبدا، المسجد الأقصى في فلسطين وبيت الله الحرام في مكة، وهذا دليل بيّن وحجة دامغة على مكانة المسجد الأقصى في الإسلام، كيف لا وهو أولى القبلتين وثاني المسجدين وثالث الحرمين الشريفين، فأي تقصير أو تخاذل عن المسجد الأقصى المبارك يعني أننا قصرنا وتخاذلنا في حماية بيت الله الحرام -زاده الله تشريفا وتعظيما- وأيّ مساس في المسجد الأقصى يعني هذا مساسًا سافرًا ببيت الله الحرام ومسجد النبي -صلى الله عليه وسلم-.
فالأقصى في ديننا عقيدة وقرآن يتلى إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، ومن يقول غير ذلك فهو جاهل يتخبط في دروب الحيرة والضلالة لم يفهم كتاب الله جل وعلا ولا سنة نبيه العظيم صاحب الإسراء والمعراج -صلى الله عليه وسلم-.
نقول هذا لأننا نحس ونشعر أن هناك بعض الناس سواء كانوا أفرادا أو جماعات أو دولا، يريدون أن يغيروا معالم الطريق ويحرفوا البوصلة عن مسارها، يريدون أن يجعلوا من قضية فلسطين قضية قومية؛ فلسطين للفلسطينيين والأرض أرضهم والبلاد بلادهم… أفكار خبيثة، هم بذلك يخدمون المستعمر ودولة الاحتلال.
ومما لا شك فيه أن صراعنا مع اليهود صراع وجود لا صراع حدود، إذا فالمعركة معركة وجود، وإنما ننطلق من معركتنا مع اليهود من عقيدتنا الإسلامية التي تستمد من كتاب الله سبحانه وسنة نبيه عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، صراع بين الحق والباطل، هم يتمسكون بباطلهم ونحن نتمسك بالحق، فمهما طال الزمان أو قصر فلا بد للحق أن ينتصر، قال تعالى (وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا). (الإسراء،81)
لقد جرب العرب أساليب وطرقًا كثيرة لتحرير فلسطين، فمرة نادوا بالقومية العربية، وأخرى ذهبوا إلى الشرق والغرب، وثالثة سلكوا طريق السلم والمفاوضات..، فماذا كانت النتيجة؟ أقول وبكل أسف ذل وانهزام وتنازل عن الثوابت، وتفريط بالأرض والإنسان، وهذا طبيعي ومتوقع، ورحم الله أمير المؤمنين عمر بن الخطاب حين قال: “نحن قوم أعزنا الله بالإسلام، فمهما ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله”.
خلاصة الأمر يا سادة، لا يصلح أمر الأمة إلا بما صلح عليه أولها، لا بد من عودة صادقة إلى العقيدة الإسلامية الصافية النقية، ما إن تمثلنا بها فلنستبشر بنصر الله سبحانه وتعالى، فالمعادلة لا تتغير أبدا (إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم). (محمد،7)
اللهم نصرا للمسلمين على عدوهم، وتحريرا لمقدساتهم، وفرجا قريبا، وخلاصا جميلا لجميع الأسرى والمعتقلين في سجون الظالمين والمجرمين، إنك ولي ذلك والقادر عليه… اللهم آمين، والحمدلله رب العالمين.
عمر الزهور

مشاركة