جماعات الهيكل النشأة والاهداف _ ناصر الدين الشنقيطي
Wednesday 17/05/2023لقد شهد المسجد الاقصى منذ أواخر العقد الماضي وحتى يومنا هذا الكثير من الاقتحامات والانتهاكات لحرمه الشريف من قبل جماعات يهودية متطرفة تدعو إلى هدم الاقصى وإقامة هيكلها المزعوم مكانه سنحاول في هذا البحث التطرق إلى هذه الجماعات وتبين أهدافها وكشف نياتها الخبيثة من أجل تهويد مسرى نبينا -صلى الله عليه وسلم- وقبلتنا الاولى.
جماعة الهيكل النشأة والتطور
جماعات الهيكل هي جماعات صهيونية متطرفة يبلغ عددها -حسب خبراء في التاريخ الفلسطيني- 28منظمة تدعي كلها العمل لأجل إقامة الهيكل المزعوم
وتعتبر جماعة أمناء الهيكل النواة الاولى لهذه المنظمات وقد تأسست إثر حرب حزيران 1967 -حسب مركز المعلومات الفلسطيني- وتتخذ من القدس مقرا لها كما أن لها فرعا في الولايات المتحدة الأمريكية
وقد نجحت هذه الجماعات في تشكيل كتلة متطرفة داخل اليمين الصهيوني وتضم أتباع التيار القومي الديني الذي يرى مزج الطبيعتين القومية والدينية لليهودية وعدة جماعات أخرى متطرفة القاسم المشترك بينها هو نياتها الخبيثة لهدم المسجد الاقصى وإقامة هيكلها المزعوم الذي تعتبره جوهر الوجود الصهيوني على أرض فلسطين
ويرى هؤلاء أن التيار القومي الاسرائيل الذي تولى الحكومة عام 1967 قد أضاع الفرضة النادرة لقصف المسجد الاقصى وإزالته بالقوة العسكرية وتأسيس الهيكل المزعوم مكانه ويسعون إلى تعويض تلك الفرصة الضائعة ونقل أجندة تأسيسه إلى قلب الاهتمام المجتمعي والسياسي
وتعتبر هذه الجماعات الأداة الأولى للاحتلال التي يسعى من خلالها إلى تغير واقع المسجد الاقصى المبارك باعتباره مركز القضية الفلسطينية وجوهرها كما أنها تمثل مبرر إسرائيل للبقاء وتمنحها سببا دينيا لجب الدعم المادي والمعنوي من الدول الغربية.
الاهداف والوسائل:
تسعى هذه الجماعات إلى تحقيق ثلاثة أهداف رئيسية استنادا إلى ما جاء في عهدها القديم وتعتبرها شرطا أساسيا لقدوم المسيح ابن داوود ولخلاص شعب إسرائيل وهذه الاهداف هي
– قدوم كل اليهود إلى الديار المقدسة وترى الحركة بأن هذا الشرط قد تحقق
– قيام دولة إسرائيل على الارض التي وعد الله بها إبراهيم
– إعادة بناء الهيكل الثالث مكان قبة الصخرة وهدم المسجد الاقصى المبارك
كما أن الحركة قد وضعت لنفسها أهدافا قريبة المدى بحسب المركز الفلسطيني مثل تقوية الحركة تنظيميا في القدس ونشر رسالة الحركة ومبادئها عبر وسائط الاعلام وعقد مؤتمرات بجانب جبل الهيكل واستيطان القدس القديمة
ولم تدخر هذه الجماعات أي جهد ولا وسيلة من أجل الترويج لهدم المسجد الاقصى وبناء هيكلها المزعوم من خلال تكثيف الاقتحامات المركزة والبرامج الإعلامية وزيادة ساعات الاقتحام وزيادة الوجود اليهودي في المسجد ومحاولة ترسيخ فكرة أن لليهود الحق -كما للمسلمين- في المسجد الاقصى مع دعواتها المتكررة لاغلاق مصلى باب الرحمة وتحويله لكنيس يهودي.
فهل سيسمح الحراس بذلك أم أنهم سيسهرون على حراسة أقصاهم وقدسهم وينشدون مع الشاعر الموريتاني محمد عالي عيسى
والقدس تبقى وإن طال الزمان بها:::منار عز وللسارين صبح هدى
يا قدس يا حلما قد ظل يسكننا:::وما يزال مدى الايام متقدا
ويا دماء بأرض القدس طاهرة:::صبرا فما زال فينا من يجيب ندا
ناصر الدين الشنقيطي