يقول ابن العربي: “كلّ حُبٍّ يُعرَف سببه لا يُعوّل عليه”
مُمتنة بفيضٍ كبيرٍ لتفاصيل مقدسية أحببتها دون سبب، مُمتنة لغزة هاشم، مُمتنة ليافا عروس البحر، و الأفضل أن أقول بأنني مُمتنة لفلسطين كلّها للأبد بلا سبب..
هي لنا .. وعد من الله و هذا الوعد يكفينا!
أشرف قضية في هذه الحياة شرّفنا الله بالدفاع عنها و حمل مسؤوليتها، أفلا نسعد بهكذا مكانة؟
كم مرّة تساءلنا عن السّبب الذي خصّنا الله فيه لنكون من حراس الأقصى، حراس أولى القبلتين و ثاني المسجدين.. حراس الوصية النبوية و العُهدة العمرية..
هذا الاصطفاء المبارك حمل لنا في طيّاته الكثير لنحمد الله عليه و الكثير من المشاعر لتُقال و الكثير الكثير من العمل و العطاء في سبيل تحقيق أحلام كبيرة مُقدّسة..
من لم يحلم للقدس لم يحلم أبداً و من لم يعِش على أمل التحرير القريب لم يعرف معنى الأمل الحقيقي المُنبثق من آيات القرآن الكريم..
قدسنا ،، عزّنا و فخرنا ،، بالقلوب و الأرواح أتينا منذ زمن ،، أمّا بالأجساد فإننا آتون قريباً ،، و ما ذلك على الله بعزيز ،،
مُبعدون قصراً رغماً عنّا و لكن هذا البُعد لن يكون حائلاً دون نصرتك.. فنحن أحفاد سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم الذي حين أُبعد من مكة عاد إليها فاتحاً بجيشٍ كبيرٍ..
أعلمُ أنك تسمعين أصوات دعواتنا لكِ و لشهدائكِ و لأسراكِ البواسل..
المجدُ كلّ المجدِ لهم!
و أعلمُ أنكِ ستشهدين لنا يوم تُبلى السرائر..
أنتِ المدينة المقدسة المباركة .. أنتِ المدينة التي يصعب علينا تجاوز التعبير عن مشاعرنا اتجاهها بكلمات فلطالما كان حبنا لكِ أقوى من أن يُحكى أو يُفسر..
فهي المشاعر لا تٌدرك إلا بالإحساس..