قرأنا في مرات كثيرة قول الله تعالى ” سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ”، وكذلك الاحاديث النبوية الشريفة عن فضل المسجد الأقصى المبارك، وبهذا يكون حب المسجد الأقصى المبارك، والعمل لنصرته، وعِمارته والدفاع عنه واجب من واجبات الإنسان المسلم بنص القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، وكذلك نصرة المقدسيين المسلمين هو واجب عقدي على كل مسلم ومسلمة من أبناء هذه الأمة الكبيرة.
إذا كيف لي أن أفهم أن الأقصى عقيدة، وأتحول بهذا الفهم إلى سلوك وعمل أنال به رضوان الله تعالى، والأجر والمثوبة، ويكون لي كمثل أجر المرابطين والمرابطات في الأقصى؟
توجه المسلمون إلى المسجد الأقصى قبلتهم الأولى ستة عشر شهراً، رغم عدم رؤيتهم للمسجد وزيارته، وبعده بالمسافة عنهم بمقاييس ذلك الزمان، وقوعه تحت سيطرة الروم النصارى، ورغم حداثة عهدهم بالإسلام، فكيف بنا نحن وقد رأيناه، وزاره بعض منا، وقد عاد للمسلمين بعد فتح خليفة المسلمين عمر رضي الله عنه لبيت المقدس، فهذا يستدعي منا أن نستحضر في كل صلاة هذه القبلة، ونستحضر إيمان الصحابة الكرام بتوجههم له في الفترة الأولى.
بعد فهم حقيقة العلاقة بين المسلمين وقبلتهم الأولى، يأتِ الدور والمهمة، وبين الفهم والمهمة لابد من استشعار الهَم الذي يُحرك فينا الهمة للمُهمة، وهنا نقف على أن المسجد الأقصى يقع تحت الاحتلال الصهيوني ومن خلفه من الغرب والشرق، وبالتالي دوري في زوال هذا الاحتلال ليعود الأقصى كاملاً للمسلمين من مهامي اليومية، وهو واجب الوقت بالإضافة للواجبات الأخرى، والواجب يكون حسب الاستطاعة، وقد قيل في الاستطاعة أنها أقصى ما يمكن ان يفعله المرء، فأبذل استطاعتي وفق تخصصي وقدرتي، سواء في الإعلام، الإغاثة، التعليم ونشر المعرفة، دروس التربية اليومية لأبنائي، الدعم العيني والمادي، وصولاً إلى الدعاء تضرعاً لله تعالى أن يرفع هذا الاحتلال.
ومن المهم الإشارة إلى دعوى الاحتلال واليهود وآخرين أن المسجد الأقصى الذي يقع في مدينة القدس بفلسطين، هو ليس ذلك الذي أشار إليه رسول الله صل الله عليه وسلم في أحاديثه، او أنه هو الذي أُسريَ به صل الله عليه وسلم إليه وعُرج به نحو السماء، وهذا كله من الوهم والخداع والكذب والتشكيك من بني صهيون، إنما المسجد الأقصى هو ببيت المقدس بفلسطين من الشام.