بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى والصلاة على النبي المصطفى…
الحمد لله جليل النعم ذي الجود والكرم الذي جعل للأقصى مكانة ومزية، وأي مزية ومنزلة رفيعة علية
قال الله عزو وجل: ” سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصا الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير ” الإسراء 1
إنها بركة الأقصى التي جاءت بقرار من الله من سبع سماوات فهو المسجد المبارك، والمعلم الديني التاريخي، و ثالث أهم المقدسات في تاريخ المسلمين.
لقد كان المسجد الأقصى قبلة جميع الأنبياء، كما كان قبلة المسلمين الأولى وحوله تدور حادثة ” الإسراء والمعراج ” التي شرّف الله بها نبيه محمد صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المسجد الأقصى ثم إلى السماء السابعة في معجزة سميت “المعراج ” وحوله حلّت بركة الله حتى خلّدت في كتابه العظيم ” القرآن “.
إن للمسجد الأقصى مكانة عظيمة فمنذ بدايته كان بناؤه بأمر ربّاني ل آدم عليه السلام ثم ازداد تشريفا بإسراء الرسول صلى الله عليه وسلم ومعراجه منه إلى السماوات العلا، وهو أول قبلة استقبلها الأنبياء في صلواتهم ، وحوله بارك الله الأرض لمكانته وعظمته وشرفه ، وفضّلت الصلاة فيه على المساجد كالمسجد الحرام في مكة والمسجد النبوي في المدينة مصداقا لقوله صلى الله عليه وسلم : ” فضل الصلاة في المسجد الحرام على غيره مئة ألف صلاة وفي مسجدي ألف صلاة وفي مسجد بيت المقدس خمسمئة صلاة “.
ولبركته وقدسيته وعظمته رويت أحاديث كثيرة تشرح وتبيّن لنا هذه البركة فعن ميمونة بنت الحارث أنها قالت: ” يا رسول الله افتنا في بيت المقدس فقال: أئتوه فصلوا فيه وكانت البلاد إذ ذاك حربا فإن لم تأتوه وتصلوا فيه فابعثوا بزيت يسرج في قناديله “.
وأيضا عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ” لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد : مسجدِ الحرام، ومسجدِ الأقصى، ومسجدِ هذا “.
فا للمسجد الأقصى قدسية كبيرة عند المسلمين ارتبطت بعقيدتهم منذ بداية الدعوة. ولو تساءلنا لماذا المسلمون يحبون فلسطين أكثر من أي بلد آخر؟ ولماذا يرتبطون بها أكثر من غيرها ؟
لوجدنا الجواب هو وجود الأقصى، وبالتالي فهو ارتباط عقيدة وإيمان.
ولْنعلم أن الأمة إذا ما أرادت تحقيق البركة في أعمالها وأوقاتها ونتائجها لا بد من الحفاظ على الأرض المقدسة المباركة من العبث وتخليصها من الاحتلال والاغتصاب، والحفاظ عليها والانتفاع ببركتها فهي الجنّة التي أوصانا بها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم حيث قال: ” من أراد أن ينظر إلى بقعة من الجنّة فلينظر إلى بيت المقدس”.
نعم إنه الأقصى وبركته التي تبقى تفيض علينا من كل صوب… إنه الحب الذي لا يحتاج مقابل، فحين تحب فإنك تحب البذرة التي زرعها الله فيك… وحين تحب الأقصى فإنك تستمد بركته. هذه البركة التي تجعلك تعمل لأجله لأن حبه بركة والعمل له بركة.
نعم كيف لنا أن ندرك كل هذه الفضائل وكل هذا التشريف ولا نعمل للأقصى!؟.
وأخيرا نؤكد أننا سنبقى على العهد مع الأقصى نحميه وسنصلي فيه.