logo
حفريات المسجد الأقصى_ أحمد خضراوي
Thursday 25/05/2023

المسجد الأقصى هو أحد أكبر وأقدس المساجد في العالم، وهو أول قبلة للمسلمين، وموقع الإسراء والمعراج للنبي محمد صلى الله عليه وسلم. يقع المسجد في البلدة القديمة بالقدس، وهي مدينة ذات أهمية دينية وتاريخية للمسلمين. يواجه المسجد الأقصى منذ احتلاله خطرا كبيرا من قبل قوات الاحتلال الصهيوني ، التي تقوم بحفريات أسفله تزعم إسرائيل أن هذه الحفريات لها أغراض علمية وتاريخية،. لكن في الواقع، تخفي هذه الحفريات أهدافًا سياسية ودينية خطيرة، تتمثل في:

1-محاولة إثبات ادعاءات يهودية بشأن وجود هيكل سليمان في الموقع، والذي يُعتبر مقدسًا لدى الديانة اليهودية، والذي يقال أنه تم تدميره على يدي البابليين ثم الرومان في فترات قديمة، لكن حتى الآن، لم تكشف هذه الحفريات عن أي دليل قاطع على وجود هذا الهيكل الذي تم تدميره في المرة الأولى في سنة 516 ق.م على يد نبوخذ نصر أثناء فترة السبي البابلي وقد عرف بالهيكل الأول، وفي المرة الثانية تم تدمير على يد الرومان سنة 70م وقد عرف بالهيكل الثاني، ويتم الآن العمل على بناء الهيكل الثالث الذي سيمهد لهم للسيطرة وحكم هذه الأرض .

2- محاولة إضعاف أو تخريب أو تغيير مظهر المسجد الأقصى نفسه، والذي يُعتبر ثالث أقدس مكان في الإسلام، والذي يضم قبة الصخرة والجامع القبلي وغيرها من المصليات والأروقة والأبواب، فقد أدت هذه الحفريات  إلى تشققات وانزلاقات في جدران المسجد وأرضياته، كما تُستخدَم لإزالة أو نقل أو إضافة عناصر معمارية دون احترام التصاميم.

ومن الجدير بالذكر أن بداية هذه الحفريات تعود الى ما قبل إنشاء هذا الكيان ، حيث بدأت هذه الحفريات في الفترة ما بين 1867 و1870 عن طريق ما يعرف باسم الصندوق البريطاني لاكتشاف فلسطين والذي قام بالعديد من الحفريات ولم تثمر هذه الحفريات عن أي نتيجة ولم تستطيع الحصول حتى على بقايا دليل على وجود أي أثر للهيكل المزعوم في أسفل المسجد الأقصى. وكل ما أسفرت عنه هذه الحفريات هو اكتشاف بقايا أثار لقصور أموية أكدت إسلامية وعروبة المدينة.

وفي عام 1938 قامت حفريات أخرى على أيدي الرحالة الإنكليز والأمريكيين في أسفل المدينة القديمة ، فوجدوا شبكات مياه ادعوا أنها تعود الى فترة الهيكل الثاني، إلا أن طبيعة هذه الآثار و مكوناتها الفيزيائية والانشائية تدل على أتها تعود الى فترات مختلفة يبوسية  وكنعانية ومملوكية  وغيرها أقامتها الشعوب التي سكنت في تلك المنطقة .

أخذت هذه الحفريات نشاطا أكبر وبدأت تتزايد وتشكل خطورة أكبر على الأبنية الموجودة في المسجد الأقصى بعد سيطرة الكيان الصهيوني على المسجد الأقصى والمنطقة الشرقية من القدس في سنة 1967 وهدمت حي المغاربة الملاصق لحائط البراق في الجهة الغربية من المسجد الأقصى، وجعلت باب المغاربة مدخلا لجنودها ومستوطنيها إلى ساحات المسجد، منذ ذلك الحين توسعت عمليات الحفر في جميع اتجاهات المسجد  وشملت حفر أنفاق طويلة تحت سوره الغربي والجنوبي، وإزالة طبقات أثرية من فترات مختلفة تشهد على تاريخ القدس الإسلامي والعربي.

كما بدأت حفريات كبيرة جنوب الأقصى وغربه وصلت إلى عمق 14 مترا لم تكشف أيضا عن أي دليل لأحقية هذا الكيان في هذه الأرض. كما أظهرت بعض التقارير أن سلطات الاحتلال تعمل على بناء مدينة يهودية تحت المدينة القديمة وأسفل المسجد الأقصى مطابقة للتوصيف التوراتي والتلمودي المزعوم، ولاتزال المؤسسات العاملة للمسجد الأقصى الى يومنا هذا تكسف حفريات واتفاق في أسفل المدينة القديمة والمسجد الأقصى.

ومن المهم أن نشير أن هذه الحفريات أدت إلى تدمير ممنهج لكثير من الآثار فوق الأرض وتحتها، وهدم طبقات أثرية من كل الفترات (العربية، ثم الإسلامية، من الأموية وحتى العثمانية.

كما أدت إلى إحداث تشققات وهدم في جدران وأرضيات ومباني المسجد الأقصى، ومباني القدس القديمة، وسلوان، في محاولة لتهويد محيط الأقصى وتغييب المعالم الحضارية، خاصة العليا والعملاقة.

كما ينتج عن هذه الحفريات تثبيت السيطرة على الأرض، سواء كان ذلك  فوق الأرض أو تحتها، وتحويلها الى منشآت استيطانية تهويدية تخدم المشروع الصهيوني، حيث باتت كثير من الأنفاق تحتوي على كنس يهودية ومزارات توراتية تلمودية.

فواجب الأمة اليوم التنبه الى خطر هذه الحفريات والتي قد تؤدي في أي لحظة الى تدمير أبنة المسجد الأقصى كما حدث سابقا في أجزاء من سور المسجد الأقصى

 

 

مشاركة