بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين قاهر الجبابرة ومذل الظالمين والمجرمين، ناصر المؤمنين ومؤيد المجاهدين والصادقين، والصلاة والسلام على إمام المجاهدين وقدوة العابدين والصالحين سيدنا وحبيبنا محمد عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام القائل: “عن أبي إمامة رضي الله قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: لا تزال طائفة من أمتي على الدين ظاهرين، لعدوهم قاهرين، لا يضرهم من خالفهم إلا ما أصابهم من لأواء حتى يأتيهم أمر الله وهم كذلك، قالوا: يا رسول الله وأين هم؟ قال: ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس”. أخرجه الطبراني
إن المتأمل في هذا الحديث النبوي الشريف يرى بما لا يدع مجالا للشك أن النصر والتمكين بإذن الله تعالى لهذه الطائفة من الأمة الإسلامية، هذا وعد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بشرى نبوية عظيمة أزفها لكم يا أهل بيت المقدس ومن بأكناف بيت المقدس، فلا تهنوا ولا تحزنوا هذا وعد الله ووعد رسوله الصادق الأمين (وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى) فالصبر الصبر، والثبات الثبات، فيا أهل فلسطين و يا أهل القدس استمروا في جهادكم وتعاهدوا على رباطكم فإن النصر قريب، وإن مع العسر يسرا، وإن مع العسر يسرا.
بشرى ثانية أزفها لكم يا أهل فلسطين و يا أهل بيت المقدس، مما جاء في الأثر ورواه سلفنا الصالح -عليهم رحمة الله- “بيت المقدس الأرض التي لا يعمر فيها الظالمون” نعم هذه الأرض المباركة الطاهرة لا يعمر فيها ظالم ولا طاغية، مهما طالت دولتهم وانتفش باطلهم، فهي إلى زوال بإذن الله.
واقرؤوا إن شئتم التاريخ، كم مر على هذه الأرض المباركة من ظلم واحتلال قديما وحديثا؛ التتار والقرامطة والصليبيون وغيرهم ، بعد كل هذا الظلم والبطش والاحتلال، يقيض الله لهذه الأمة أبطالا فاتحين يقودون الأمة للنصر والتحرير، أبطالا عظماء خلد التاريخ أسماءهم بحروف من نور، من أمثال: صلاح الدين الأيوبي، والمظفر قطز، ومحمد الفاتح وغيرهم الكثير، أيها المقدسيون بشرى لكم، لن يعمر في بيت المقدس ظالم، واليهود دولة ظالمة مجرمة وإرهابية، فلن تعمر وهي إلى زوال بإذن الله.
وختاما أقول: دولة الباطل ساعة، ودولة الحق والعدل والنور إلى قيام الساعة، فيا أهلنا في القدس الشريف والأقصى المبارك، حفظكم الله ورعاكم، فأنتم أشراف الأرض وملحها، أنتم المدافعون عن كرامة الأمة العربية والإسلامية.